حقن البوتوكس
يهدف حقن البوتوكس إلى منع تقلص عضلات التعبير في الوجه، والتي تتسبب في ظهور التجاعيد مع التقدم في العمر، مما يساعد في تقليل علامات الشيخوخة على الجلد. يُجرى هذا الإجراء لأغراض جمالية، وغالبًا ما تلجأ إليه النساء اللواتي يرغبن في الحفاظ على مظهر أكثر شبابًا.
مع تقدم العمر، تبدأ التجاعيد في الظهور على الجلد في مناطق متعددة مثل الخدين، والجبهة، والعنق، وخط الفك السفلي، وجوانب العينين. يعود ذلك إلى تعرض أنسجة الكولاجين والمرونة الطبيعية في الجلد للتلف على مر السنين. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرض المتكرر لأشعة الشمس يتسبب في ضرر متراكم لأنسجة الجلد.
البوتوكس هو مادة سامة لخلايا الأعصاب تستخرج من بكتيريا تدعى المطثية الوشيقية (Clostridium botulinum). عند حقن البوتوكس في الأنسجة تحت الجلد، يقوم بإيقاف تأثير الإشارات الكهربائية التي ينقلها العصب إلى ألياف العضلات، مما يمنع تقلص العضلة. ومع ذلك، لا يمكن لحقن البوتوكس تصحيح الأضرار الجلدية والتجاعيد الناجمة عن التعرض للشمس. يمكن للبوتوكس فقط تصحيح الأضرار الناتجة عن ضعف الأنسجة وتقلص العضلات في الوجه.
تُجرى معظم عمليات حقن البوتوكس لعلاج التجاعيد الأفقية في الجبين، وجانبي العينين، وجوانب الفم.
التحضير للعملية:
قبل القيام بحقن البوتوكس، هناك حاجة لإجراء لقاء تمهيدي بين الطبيب والمريض، يتم خلاله الاتفاق على المنطقة التي سيتم معالجتها، وذلك وفقًا لنوعية الجلد، سمكه، ملمسه، كمية التجاعيد ورغبة المريض. في العادة، لا تكون هناك حاجة لفحوصات إضافية مسبقة.
يتم إجراء الحقن تحت تأثير التخدير الموضعي للجلد بواسطة مرهم، وأحيانًا يتم الحقن بدون الحاجة للتخدير. قد تكون هناك حاجة لإجراء الحقن في عدة جلسات، خاصة إذا كانت الحالة تتطلب حقن عدة مناطق في الوجه.
يجب على المرضى الذين يتناولون أدوية، خاصة الأسبرين أو مضادات الالتهاب الأخرى، إبلاغ الطبيب بذلك. قد يُطلب منهم التوقف عن تناول هذه الأدوية لفترة معينة قبل الحقن.
من المستحسن عدم شرب الكحول لمدة عدة أيام على الأقل قبل الحقن. لا توجد حاجة للصوم قبل الإجراء.
إجراء العملية:
يقوم أطباء الجلد أو أخصائيو جراحة التجميل بحقن البوتوكس. كما ذُكر سابقًا، لا تكون هناك دائمًا حاجة للتخدير الموضعي، وإذا تم استخدامه، فيكون بواسطة مرهم يخدر الجلد ويقلل بشكل طفيف من الألم الناتج عن وخز الحقنة.
في وقت لاحق، يتم إدخال حقنة رفيعة تحت جلد الوجه في خط العضلات، مثل زاوية الفم أو الجبين. يتم إدخال البوتوكس بواسطة إبرة داخل الحقنة. أحيانًا قد يحدث نزيف صغير في منطقة إدخال الإبرة، والذي يتوقف خلال دقائق معدودة.
يستغرق الإجراء حوالي 10 دقائق.
مخاطر حقن البوتوكس:
عدوى – تعتبر العدوى نادرة عند حقن البوتوكس. يمكن أن تنتقل العدوى عن طريق الإبر، لذلك يجب التأكد من اختيار عيادة موثوقة لإجراء الحقن. غالبًا ما تكون العدوى سطحية، وفي حالات نادرة تصل العدوى إلى طبقات أعمق مثل تحت الجلد وطبقة العضلات.
نزيف – يمكن أن يحدث نزيف طفيف نتيجة الضرر الموضعي للأنسجة، وعادة ما يكون النزيف صغيرًا ويزول بعد بضعة أيام. يظهر النزيف على شكل أورام دموية (Hematoma) تحت الجلد في مناطق الحقن.
ضرر عصبي خارج منطقة عضلات الوجه – في حالات نادرة، قد تصل مادة البوتوكس إلى مناطق أخرى غير عضلات الوجه، مما يؤدي إلى شلل عضلات أخرى. يكون هذا الشلل عادةً مؤقتًا.
مخاطر التخدير – في حال تم استخدام التخدير، قد تحدث ظواهر ناجمة عن فرط الحساسية لأدوية التخدير (استجابة أرجية). في الحالات النادرة جدًا، قد يحدث رد فعل خطير يؤدي إلى هبوط في ضغط الدم.
رد فعل تحسسي من مادة البوتوكس:
تباين (عدم تناسق) – قد يحدث بسبب استجابة الجلد وكل عضلة بشكل منفصل لحقن البوتوكس. لا يمكن التنبؤ بهذا التباين مسبقًا وقد ينتج عن الثقوب في الجلد إثر ضمور العضلات.
نشوء مقاومة للمادة – مع مرور الوقت، قد تصبح نفس كمية البوتوكس المحقونة أقل فعالية أو تفقد فعاليتها بشكل كلي.
العلاج بعد الإجراء:
يستطيع المريض مغادرة العيادة إلى بيته مباشرة بعد الانتهاء من حقن البوتوكس. في بعض الأحيان، كما ذكر سابقًا، قد تكون هناك حاجة لعدة جلسات لإكمال العلاج.
ينبغي على المريض تجنب حك المنطقة التي تم حقن البوتوكس فيها أو الاستلقاء على جهة الحقن، لأن الضغط على الأنسجة قد يسبب انتشار مادة البوتوكس إلى مناطق خارج عضلات الوجه، مما يزيد من احتمال حدوث شلل أوسع في العضلات.
في حال الشعور بالألم بعد حقن البوتوكس، يمكن تناول المسكنات لتخفيف الألم. في معظم الحالات، تكون هناك علامات لنزيف موضعي وتورم في منطقة الحقن، والتي تختفي خلال بضعة أيام.
يجب التوجه للطبيب في الحالات التالية: ارتفاع في درجة الحرارة، فقدان الإحساس (خدر) بالوجه، نزيف حاد، إفرازات قيحية من منطقة الحقن، أو الشعور بآلام لا تزول عند تناول المسكنات.
يمكن رؤية نتائج حقن البوتوكس عادةً خلال أسبوع، ولكن النتائج تتعلق بعدة عوامل تخص المريض.
